اصدقائي الاعزاء

اكتب هذا التقرير عن رحلتي مع برنامج تطويل القدمين، والبرنامج قد انتهى الان بشكل تام

بدأت رحلتي في فبراير 2013 وانا الان في مرحلة النقاهة، بعد الفحص بعمل الصورة المقطعية قام الدكتور جمال بإيقاف الجهاز

وانا أهنئ نفسي والدكتور جمال على نجاح العملية

ولكن دعوني ابدا من البداية:

رحلتي ابتدأت في فبراير، وصلت الى مدينة كييف الرائعة وهي أقدم وأجمل مدينة، هناك العديد من الأماكن فيها احتفظت بتراثها القديم لأكثر من ألف عام بدون أي تغيير، اعتقد ان هذا هو السبب لوجود كثير من الناس الاوفياء فيها، والان هي مدينة متطورة وراقية.

بعد وصولي الى المدينة وفي خلال يومين وجدت منزلا مع حديقة جميلة، والمنزل وجدته عن طريق الانترنت بسهولة ووجدت توصيل الطلبات من الغذاء والماء للمنزل من السوبرماركت والمطاعم.

أخذني الدكتور جمال للعيادة لعمل الفحوصات، وكان يصاحبني في كل مكان وذلك لتسريع العملية، وكانت الفحوصات جيدة وتعينت العملية في اليوم التالي.

وضعني الدكتور جمال في غرفة خاصة للمرضى الأغنياء وبدأت الممرضات تحضيري للعملية، الشيء الذي لاحظته بشدة هو ان الناس في كييف لطفاء جدا وكل ما احسست به من العملية كانت حقنة المخدر لا أكثر.

استيقظت من العملية وشعرت كأني ثمل جدا ولم اشعر باي الم وكان تفكيري الوحيد بان اتصل بزوجتي وأخبرها لان العملية تمت بنجاح وان كل شيء على ما يرام

الجراحة تمت بدقة، الدكتور جمال قام بزرع جهاز “دراجات بليسكونوف” في رجلي اليمنى، في اليوم التالي اوقفني على رجلي وذهبت لوحدي لدورة المياه بمساعدة المسند، وفي اليوم الذي يليه اخذت دوش بمساعدة الدكتور، بعد انتقالي الى الغرفة العادية كنت قادرا على العودة الى عملي بواسطة الهاتف حيث انني لم أكن اشعر باي ضيق وغادرت العيادة لوحدي بمساعدة المسند.

بعد الجراحة بدأت امشي بالعكاز الى منزلي الواقع على تل صغير، وكنت أقوم ببعض التمارين الرياضية، الا ان الدكتور جمال أخبرني انه من المبكر القيام بالتمارين الرياضية فقمت بالتقليل منها.

الشيء الوحيد الذي كان يضايقني هو منطقة الحوض، حيث توجد وصلة بين عظم الحوض وعظم الفخذ في جهاز ” دراجات بليسكونوف”، وكنت اشعر بالشد وقلة الحركة في هذه المنطقة.

تحدثت مع الدكتور جمال عن هذه الصعوبات وأخبرني انه يعمل على جهاز جديد بدون وصلة الحوض، أصبحت مهتما أكثر وسألته عن متى سيكون الجهاز جاهزا فأخبرني انه سيقوم بزراعته في رجلي اليسرى في الشق الثاني من العملية.

برنامج الركل اليمنى استمر لمدة ثلاثة أشهر وكانت الزيادة في طول الرجل اليمنى 8.5 سم، وبالنسبة للألم فكان بسيطا وكانت تكفية حبة واحدة من مسكن الألم، وقام الدكتور جمال بإيقاف الجهاز بعد هذه الفترة.

الان اتحدث عن ” مسمار جمال”

العملية أيضا كانت بدون أي اثار جانبية، بعد الجراحة مباشرة بدانا بحركة الجهاز “النقر”

في الجهاز السابق كان من الصعب ان اعمل “النقر” لوحدي، ولكن بالجهاز الجديد كنت اعمل “النقر” بدون أي مساعدة، وعموما الجهاز الجديد لا يتطلب التحكم من قبل الطبيب وعملية «النقر” تأخذ دقيقتان فقظ يوميا ولا تجهد العضلات ولذلك لم أكن اشعر بالألم كما في الرجل اليمنى ولم اقم بعمل التمارين الرياضية البتة على الرجل اليسرى وانما اكتفيت بالتدليك والعلاج الطبيعي واستعمال المسند

بعد أسبوعين من العملية كنت امشي واتنزه لوحدي في الحدائق والمحلات والمطاعم، واذكر انني طلبت من الدكتور جمال السفر للبحر للراحة بعد برنامج التأهيل وكان من المذهل انه أخبرني انه بإمكاني السفر حتى قبل انتهاء مرحلة التأهيل مما أدهشني واعطاني كثيرا من الطاقة والراحة النفسية، وبالفعل سافرت الى تركيا بمدة 17 يوما، شعرت ببعض التعب في رجلي اليمنى فقط اثناء السباحة مما اثبت لي روعة “مسمار جمال” المذهل. ومن ثم اتصل بي الدكتور وطلب مني العودة لعمل صورة الاشعة المقطعية وبالفعل عدت لكييف وأظهرت الاشعة لزوم بقاء الجهاز لمدة شهر اخر.

كان الدكتور جمال يزورني كل يوم حتى شعرت بانه صديق لي أكثر من انه طبيبي المعالج، وبملازمته لي مر الشهر بسرعة، وصداقتي مع الدكتور جمال لا تقدر بثمن بالنسبة لي.

بعد مرور الشهر قمنا بعمل صورة الاشعة التي أظهرت ان القدمان اصبحتا على نفس المستوى من الطول، وتقررت عملية إزالة الجهاز في اليوم الثاني، وبالفعل قام الدكتور جمال بالعملية بدقة عالية لم تجعلني اشعر بها، ومن ثم أيقظني واعطاني الادوية اللازمة ومن ثم سافرت الى بلدي لإكمال مرحلة التأهيل.

ملخص الحكاية: كان طريقا طويلا وكان فيه أوقات صعبة ولكنها لا تحتاج أكثر من قوة الإرادة وأيضا كانت هناك لحظات سعيدة لا تنسى،

والحمد لله ان الدكتور جمال كان بقربي طول الوقت و لا استطيع ان اتخيل النتائج الإيجابية بدون حرفيته و اهتمامه اللامحدود و الان انا امارس حياتي الطبيعية بشكل مختلف تماما بعد ان نسيت الاثار السلبية التي كان قصر قامتي سببا لها.